اقوال اهل السنة والجماعة في حكم قراءة القرآن جماعة
بسم الله الرحمن الرحيم
اقوال اهل السنة و الجماعة في قراءة القرآن جماعة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ان لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله
وبعد :
فعلى كل مسلم ومسلمة ان تكون له اسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين
عايشوه وآمنوا به وبالنور الذي انزل معه, يقول تعالى : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا
(الأحزاب 21) وقال تعالى: لاّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مّن نّجْوَاهُمْ إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَآءَ مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً * وَمَن يُشَاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُ الْهُدَىَ وَيَتّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلّهِ مَا تَوَلّىَ وَنُصْلِهِ جَهَنّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً.. (النساء 114)
ومما لاشك فيه ان الصحابة الكرام ما كانو يقرءون القرآن جماعة بل كان من هديهم رضي الله عنهم اتباع سنة المصطفى والكتاب الحكيم مطبقين بذالك قوله تعالى : وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (الأعراف 204)
ولو كان عكس ذالك لنقل ذالك الينا كما نقل عنهم كل مافيه قربى الى الله سبحانه وتعالى وما ليس عندهم بقربى الى الله فهو عند اهل السنة مردود بل هو من البدع لقوله صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق عليه ، وقوله : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (أخرجه مسلم في صحيحه)
و عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبة الجمعة : أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة
(صحيح مسلم )
وروى البخاري عن عبدالله قال. قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ علي) قلت: اقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال: (إني أحب أن أسمعه من غيري..(اخرجه مسلم)
وجاء في كتاب جامع العلوم والحكم لابن رجب في شرح الحديث الذي رواه مسلم (2699) والامام احمد وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ...وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم الانزلت عليهم السكينة ، وحفتهم الملائكة ،وغشيتهم الرحمة ،وذكرهم الله فيمن عنده.. قال ابن رجب :
(.. ذكر حرب أنه رأى أهل دمشق وأهل حمص وأهل مكة وأهل البصرة يجتمعون على القرآن بعد صلاة الصبح ولكن أهل الشام يقرءون القرآن كلهم جملة من سورة
واحدة بأصوات عالية وأهل البصرة وأهل مكة يجتمعون فيقرأ أحدهم عشر آيات والناس ينصتون ثم يقرأ آخر عشر آيات حتى يفرغوا قال حرب وكل ذلك حسن جميل وقد أنكر مالك على أهل الشام
وقال زيد بن عبيد الدمشقي قال لي مالك بن أنس بلغني أنكم تجلسون حلقا تقرءون فأخبرته بما كان يفعل أصحابنا فقال مالك عندنا كان المهاجرون والأنصار ما نعرف هذا ! قال فقلت هذا طريف قال وطريف رجل يقرأ ويجتمع الناس حوله فقال هذا من غير رأينا.....
وقال ابن وهب سمعت مالكا يقول لم تكن القراءة في المسجد من أمر الناس القديم وأول من أحدث في المسجد الحجاج بن يوسف الثقفي ..اهـ)
واستثنى اهل العلم القراءة جماعة قصد التعلم فلا بأس بها اما للتعبد والتقرب الى الله بالتلاوة فلا يستحسن ان تكون بصوت جماعي لما يترتب عن ذالك من تضييع لبعض الحروف وقد فصل هذا الشيخ خليل (من علماء المالكية) فاليرجع اليه من شاء
فتوى العلامة محمد بن صالح العثيمين
هل تجوز قراءة حِزب من القرآن جماعة في المسجد في كل يوم بعد صلاتي الصبح والمغرب؟ وما حكمهما في الإسلام ؟
الجواب : لاحرج ان يجتمع جماعة بعد صلاة الظهر
او غيرها ويقرءون فيما بينهم حزبا من القرآن
لكن لا على سبيل جماعي بل يقرأ الواحد ويستمع الباقون و يقرأ الثاني ويستمع الباقون وهكذا . إهـ)
فتوى اللجنة الدائمة حول قراءة القرآن جماعة بنية التعلم
س: هل تجوز قراءة القرآن جماعة بنية التعلم؟
جـ: لا نعلم ما يمنع شرعاً من قراءة القرآن الكريم من الطلاب قراءة جماعية لتعليم كيفية الأداء وأحكام الترتيل والتلاوة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
جمع : ابومقبل الاثري